الخميس، 2 مايو 2013

وما أدراك ماهي؟؟!


أصبح الصُبح،، والسجن والسجّان لا يزال باقٍ، ولا بصيصُ أملٍ يشفي علة الصباح لنراه كما الروايات والأفلام،، أو قُل الأحلام.
صباحٌ جديد.. ككلِ صباح، الجديد فيه ألاّ جديد. وبعد تأدية الواجب الصباحي، وعمل (حركات الصباح)، يخرج (كلنا) لابتداءِ اليوم، والذهاب إلى اللا مكان، فالوجهة ليست بمهمة. لأن الأكثر أهميةً هو عملية (الخروج من المنزل) في ذاتها.
وتأتي المعضلة الأكبر وتتسع هوة المعاناة، وفي أحايين كثيرة تراودك الأفكار بالرجوع إلى المنزل، ويُصيبك اليأس والإحباط.
فحتى تصل المكان الذي أنت ذاهب إليه، عليك بالخروج قبل ساعتين على أقل تقدير لتصل في زمن (شبه معقول)، وتستطيع إلتقاط أنفاسك وتخفف خفقان قلبك المتسارع من هول مفاجأة أنك- وأخيراً، وبعد طول عناء ومشقة.. وهرولة، بل قُل سباق ضاحية- قد استطعت أن (تجد الدواب).
فالمواصلات وما أدراك ما هي؟! معاناة ليست بواهية،،،
وفي خضم هذه المعركة الصباحية يوجد الكثيرالمذهل، والذي - قد- تتخلله بعض الإيجابيات..
فهنالك المساواة تامة في الـ (جري)، و(الـعدالة) في الإنتظـــار-والتلفُـت ذات اليسار واليمين- زي (مروحة التربيزة)، والزحمة (الما فيها أي رحمة) والوقوف بـالساعات للتحديق في الفراغ والتمني بأن يظهر سراب مركبة تُعطيك حفنة أمل.
أما العدالة النوعية واحترام النساء فمجتمعنا يخطو نحوها بخطى متسارعة، وحثيثة.. فلقد أصبحنا في المواصلات نركب بالكفاءة، فالأقوى وأسرع، ولا يحمل أطفالاً "غالباً" هو الأكفأ، ويستحق أن يركب أولاً.
لستُ هنا بصدد تقييم قيّم المجتمع (السمحة) التي تُوشك على الإنقراض، ولكنّا نستعرض بعضاً (منّا).
وما يلي ذلك من قضايا جمة وكبير إشكالات، على سبيل المثال لا الحصر: شكلة الكمساري و(ماف فكة) والإستغلال (التعرفة غير المنضبطة)، والتحرش والمضايقات، و(عساكر المرور) و(مسك الزمن) للخروج بـ (مخالفة) وقطع إيصال.. وهلمجرا من الإفتتاحيات الصباحية التي تؤثِّر تماماً ببقية يومك، وتجعلك لا علاقة لك بالإنتاج الفعلي والفعال، أو ذو قرابة بالخَلق والإبداع.
أما بخصوص الأيام في ذاتها، فلدينا بالسودان أيام خاصة، ومتخصصة جداً في هذا النوع من المعاناة، فـ (يومي الأحد والخميس) ذوا طابع خاص، ونكهة غير- فالجهد والتعب بهما (مختلف) - ولم نتوصل إلى الآن إلى سرهما. مما يُثير الحيرة والتعجب، بل والإندهاش!!!
فـ (جميعها) أيام تُكوِّن الأسبوع، وبها عمل -وفي ذات التوقيت- فليس لهما زمن مختلف للدوام أو المدرسة، أو أياً كانت الوجهة. ولذا لابد أن نتشارك جميعاً لمعرفة وحل هذه المعضلة، وإن تطلب الأمر أن نطلب المساعدة والمشورة، بل والتعاون مع مواصلات الخرطوم (شخصياً).. الشهيرة بـ (بصات الوالي) للوصول إلى إجابات على أسئلتنا كـ (مواطنين/ات) كـ (مرحلة أولى)، وبعدها- ربما- ينظر الوالي إلينا بـ (عين الرأفة) ويسعى لحل أكبر أزماتنا، والتي تهدد تنمية وتطور بلدنا، وتُسهم بشكل متضخم ومهول في هدر وقتنا- والذي لا نملك منه الكثير- للركض خلف دول العالم الأقل نمواً، والتي نحتل المراكز الأولى فيها بتفوق و/عن جدارة.
ولا يفوتنا أن نذكر الدور العظيم جداً، المهم والمؤثر لـ (نقابة سائقي الحافلات)، فنحنُ كـ (جالية سودانية) مُقيمة بالسودان نُشيد بدورهم وما يقومون به من إنجازات عِظام. ولكنّا نستميحهم عذراً أن يُطلعونا على (هذا الدور)، فقط للعلم!!!
أزمة المواصلات التي تجعلنا لا نفكِّر أبعد من أن نستقل المواصلات، وننتشي غبطةً، ونموت فرحاً عندما يتوقف سائق و (يحِن علينا) من طول الوقوف.
ففي الأغلب الأعم يقول السائق (ما ماشي)، أو (ما راجعين)، أو يغيِّر وجهته المكتوبة سلفاً على المركبة، أما في اليومين المُميزين فـ (على كيفُم) تماماً في تحديد قيمة التعرفة. وما علينا إلا أن نمتثل لـ (ذلك) ونشكرهم أيضاً.
مهما حاولت أن تصف هول وعنت ورهق الـ (المواصلات) فلن يمكنك ذلك.. لأنها تفوق كل التصورات- ولكلِ (منّا) تجربته المرّة والمريرة جداً.
فقط.. علينا أن نعمل، وأن نُقصِّر (حبل الصبر) قليلاً، فكثرة الصبر تضر "أحياناً".
وأن يعي كل فرد منّا أنه مسؤول، عن نفسه على الأقل (كـأضعف الإيمان)، في معرفة حقوقه وانتزاعها، فالحقوق لا توهب ولكنها تُنتزع.
ولا يتأتى ذلك إلا بالوعي والمعرفة، إذن فليبقى الرهان عليهما.
ولنتشبث بالأمل،،، فكل وشتّى أنواع معاناتنا إلى زوال،،،
ولابد يوم باكر يبقى أخير.

الاثنين، 11 فبراير 2013

الحنك شنو؟؟؟!!!!!

الحنك شنو؟؟؟!!


ــ يا مان الرصة شنو؟ والفهم يا أصلي؟ البرنامج وين؟؟ أدينا الزيت
 إبتدر الحوار مخاطباً رفيقه الذي لا يعلم هو الآخر (القنح نشو)!! فما من أجوبة تكفي نهم التطلع لجديد يغيّر رتابة الأشياء. إذ ها هي الأيام تمر دون أدنى إحساس بمدى أهمية الزمن أو كيفية الإستفادة منه، ولا جدوى للطاقة المتدفقة ملء العروق، فها هو اليوم كسابقاته، يمر دونما حسبان، وبلا جديد يُذكر.
ــ المناظر هي ذاتا.. الصور ونفس المشاهد،،، الشوارع والبيوت.. الأماكن والمقاعد،،، والزمان الثابت مكانو والرقم اللسه واحد.
رتابة لا يوقفها لا المزيد منها، ولا محاولات تناسيها.. تتمرحل فيها حياة البني آدم، و(البنت آدم) برضو، إلى برامج مجدولة مسبقاً ومقسمة بحسب الفترات العمرية، بادئتها لا نكاد نذكرها، ليس لعدم أهميتها - فهي الأكثر إلتصاقاً وتعلقاً بالذاكرة، وبها تمت تنشئتنا الأولى- بل لصغرنا وقلة الإدراك، تلتها مرحلة (المدرسة) الأساس والثانوي. وباختلاف الأحداث وما جرى خلالهما، فهو (برنامج لذيذ)، و(حنك دسيس)، يلا.. يلا.. (نتجارخ منو) سريع.. نشوف الجامعة فيها شنو، وهكذا نقوم على عجالة من أمرنا بـ(كلفتة) مراحل مهمة من حياتنا لمراحل أكثر أهمية، وها هي (الجامعة) والأحلام التي تحمل كل الألوان، إبتداءً من (الوردي) وحتى (الأسود) والذي لا يعني بالضرورة الحزن والحداد والقبح، فهو رمز الثقة بالنفس والجمال بأبهى وأكمل تشكلاته (بالنسبة لي طبعاً). وأنشتاين ما قصّر معانا بـ(النسبية)، فتمر مرحلة الجامعة بحلو(ها) ومر(ها)، وما جرى بها.
أها، وبعد داك؟ الفي شنو والمافي شنو؟
سؤال ينتمي للتي ليست للإجابة، أو قل (الأسئلة التعسفية)، فلن تستطيع (ماغي فرح) ولا أجعص عالم فلك التنبؤ بمستقبلك، فأنت بالسودان، وبالسودان كل شيء وارد، ولا شيء وارد البتة. وأكاد أجزم أن (الرابط العجيب) في قناة الأطفال (إسبيستون) من واقع معاش ومستوحى من السودان، فلا علاقة بين ما تدرس وما سـ(تعمل)- إن حالفك الحظ ووجدت ما تسد به رمقك - فتعالج (الركشة) مصاريف واحتياجات (الأطباء)، وتُهندس (الطماطم وبقية عقدها الفريد جداً) المهندسين، وما تبقى من (علوم) و(تخصصات) تتخصص فيه بقية المهن، والتي لا توجد بهكذا سهولة، وتحتاج إلى كثير عناء وبحث، بل وإثبات ذات.
هنالك طرق أخرى أقصر- لكنها ليست كما يعرفها أهل الرياضيات بأنها (المستقيمة)- لإيجاد (وظيفة)، والتي قد تكون ذات صلة بما درست أو لا، فذلك لا يهم كثيراً، لأن الأهم هنا الـ(دبل واو)، كما يعلمها الجميع، فبها يمكن لخريجي (طب الأسنان) ان يتبوأوا مناصب تصل إلى (وزارة الخارجية)، ولا أدري ما سيفعله حملة شهادات (العلوم السياسية)!!!
في هذه الظروف غير الموضوعية يوجد الكثير من (عدم الموضوع). فالأيام تتشابه والأحداث تتكرر، و(لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد)، ولكن!!! وفي خضم هذا اللا معقول لبلد تمثّل فيه فئات الشابات والشباب ثلثيه، وتُهدر فيه الطاقات بلا حدود، يوجد شابات وشباب تحدوا الظروف وقسوتها، والمعاناة والعنت، وبرغم ما يعانونه أثبتوا كفاءاتهم وصقلوا تجاربهم في شتى دروب الحياة، وضروب المعارف، فكانوا أنموذجاً للنضال والتنوير، فثقتهم بـ(هم) وبما يفعلون منحتهم القوة والإرادة لمواصلة المسير، فأجبرونا - المجتمع- على الإعتراف بهم، وأهميتهم ودورهم، فهو كما الشمس لا يحتاج (للدفاع بالنظر)، فالرؤية واضحة و(الأنوار مولّعة شديد)، وتتعاظم المهام عليهم أكثر وأكثر وتتضاخم، فعليهم تقع أعباء التغيير، والذي بالضرورة لا يعني (إسقاط النظام) بالمعنى المستهلك والمتهالك.. فـ(إسقاط النظام) حادث لا محالة، ولا يحتاج كثير عناء.. ولكن ما نرنو له هو التغيير الحقيقي الجذري، المجتمعي المفاهيمي، التغيير الذي يجعلنا نفخر (بنا)، وبأنّا نحن، و(أديك حنك).. التغيير دا عشان يحصل بالجد مافي غير (الشباب والشابات)، لأنهم (هم) المحرك الفاعل والمؤثر لعجلة التغيير، وهم وقود الثورة، ومعاول البناء، ورسل السلام، وهم (هم)، وبدون (هم) لا جدوى لأي فعل، فبدون مشاركاتهم الفعلية - لا الصورية - الجادة والخلاّقة، ودون قناعاتهم التي تدفعهم لفعل المزيد، لا شيء سيحدث مطلقاً، سنكون كما نحن، نركض نحو وراء الوراء.
وحتى يكون الحراك المجتمعي فاعل وفعال، لابد من إستلهام التجارب السابقة، لندرك مواطن ضعفنا فنتجاوزها، وقوتنا لنزيد منها ونعززها.. ولكن ذلك لا يعني أن نحبس أنفسنا رهائن لشخوص من الماضي نجزم بأنهم (هم) السبب فيما (نحن) فيه اليوم، ويقع علينا وزر فعالهم، وإصلاح ما يمكن ترميمه متى وجدنا إلى ذلك سبيلا.
لذلك وجب علينا كشابات وشباب أن نعي دورنا تماماً، وأن نثق (بنا) ومقدراتنا، دون الرجوع (للـ.....) التي ما فتئت تكبلنا، ولا تتعامل معنا إلا كأدوات تحرك بها أجنداتها، وتنجز بها مراحلها الذاتية. وبذات القدر، فلنعلم ونوقن تماماً بأن هنالك منهم من هو ليس بضار – بل العكس تماماً، فـمن بينهم من يدعمنا، الحادبون على مصلحة الوطن، يواصلون نضالهم وصمودهم معنا،  نهتدي بتجاربهم وكفاحهم ومعارفهم وخبراتهم.. ومشوارهم يمتد بنا، خبرناهم.. لا تحركهم الـ(أنا) الموهومة والمتضخمة، فهم يعلمون تماماً ما (هم) فاعلون.. فقط علينا أن نجد(هم)، ونُحسن الإستفادة من(هم).
ــ و(الشفتنة) حقتنا، ويا (أصلي) بعد كدا (كتمت)، وأنحنا (جوه الجك)..
 ووصل حد السجارة نفس.