الجمعة، 9 نوفمبر 2012

عيد الأضحى،،، ووأد الإناث



كلنا يعلم القصة المأثورة التي تتحدث عن– وتنبه وتذكر ب–  قصة الكبش والفداء، وأن الكبش السمين فدية لإسماعيل بحسب رؤية والده أنه يذبحه، فيحتفل المسلمون في كل العالم من كل عام بهذه المناسبة والتي تُذَّكر بحقوق الآباء على الأبناء، والأبناء على آبائهم، في عيد الأضحى.

وهي قصة بها الكثير من المواعظ والحكم والعبر.
ولكن المعروف تاريخياً وبالنصوص الدينية، وفي ذات السياق، كانت هنالك فتيات يُقتَلن حقيقة، ليس في الرؤى والأحلام كما حدث مع إسماعيل، بل كانت تمارس عادة وأدهنّ ولفترات طويلة وأزمان سحيقة راحت ضحيتها آلاف الآلاف من الإناث، لتصورات خاطئة، وجهل وتخلف تلك القبائل الرعوية، التي ترى وتختزل المرأة في جسدها فقط، وأنها عبارة عن عورة، وعار، وأنها شرف القبيلة، وما إلى ذلك من خرافات تسلب المرأة حقها في الحياة، وحقها في أن يكون جسدها ملكها هي، وأنها الوحيدة المسؤولة عنه وليس سواها.
أليس خليقٌاً بنا أن نحتفل بانتهاء تلك الممارسة (وأد الإناث)؟؟ أما كان الأجدى أن يكون هنالك (عيد) يُذّكر بتلكم المجازر والانتهاكات في حق أولئك الضحيات اللواتي قتلن لا لشيء سوى أنوثتهن؟؟ وبسبب أن نوعهن لا يتبع لفصيلة الذكور؟
ألا يعني عدم الاحتفال بإنتهاء تلك الممارسات اللا إنسانية وعدم وجود عيد يخصهن والتذكير بهن مواصلة واستمرارية لذلك الوأد، وأنه فقط اتخذ أشكال ملطفة ومخففة؟
والآن نجد ذات النظرة الدونية للمرأة، وما يتم من اختزال لها وحد من حركتها وحريتها ومعرفتها، عبر تقنين المجتمع لوأدها بقوانين وقيود تحد من تفاعلها مع الحياة، كما يتم تقسيم وتوزيع الأدوار في المجتمع على أساس التصنيفات التي تقسم البشر إلى ثنائية أنثى وذكر، وليس على أساس المعرفة والكفاءة.
ولا زالت هنالك عادات بالية وضارة أثبت العلم مساوئها وما يترتب عليها من آثار سالبة: مثل الختان وغيرها من الممارسات التي تكرس لذلك الوأد.
أما آن الأوان لنمارس إنسانيتنا ونعيش الحياة كبشر، غض النظر عن هذه التصنيفات التي ما فتئت ترجعنا إلى وراء الوراء وتجعلنا في آخر الركب؟!  
 

هناك تعليق واحد:

  1. آن لنا أكثر من ذلك ..
    آن لنا أن نرد تلك المظالم كذكور في المحيط إقترفها آباء "العرب" ومازالت تكرر في قوالب أخرى ملوثة المجتمعات المجاورة ..
    رامي

    ردحذف